Ads 468x60px

Social Icons

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تابع وانشر هذه الحسابات على تويتر

#دقائق_لآخرتك بـ التبرع الالكتروني تسبيح و استغفار وقـــــــف الام Islam Religion مكتب الدعوة بالبديعة ‏@BadeeaIC مركز ركن الحوار لنشر الإسلام ج/التعليم والتنمية مساجد ألمانيا كن داعياً للإسلام الدعوة للإسلام تلاوات القرآن الكريم أروع التلاوات شبكة السنة النبوية دار النوري للتعريف جمعية العون المباشر د. جمال الشطي د. أبو عمار السوداني جلال بن فهد المريسي شبكة الإسلام الحق مكتب الدعوة بالروضة لجنةالتعريف بالإسلام Al Najat Charity Islam House - Arabic Truth دار الإسلام تغريدات الـمتوفين حملة الراجحي الخيرية المنسك لحملات الحج عزيز التمسماني نبيل علي العوضي د.عائض القرني د. محمد العريفي Quran.ksu

الجمعة، 16 مارس 2012


الطفل والغراب !
كان من عادته أن يذهب إلى المدينة ماشيا ، فهي لا تبعد عن مقر سكناه أكثر من ثلاث كيلومترات ، فكان يقضيها في الغناء ، أو بالحديث مع نفسه ، إذا لم يكن معه رفيق . وهذا كان دأبه منذ زمن بعيد ، حيث أن الوصول إلى الشارع ، وانتظار السيارة يتطلب منه أن يقضي أكثر من ثلاث ساعات ، ولكنه إذا سلك الطريق المختصرة فإنه يصل إلى المدينة في ربع هذا الوقت ، إضافة إلى أنها رياضة ـ كما يبرر لنفسه ذلك ـ ت...
زيد من صحته والحقيقية أنها توفر له عدة دراهم يشتري بها بعض الهدايا لصغاره. كان عنده من البنات ستة ، وولد واحد هو محسن وكان محسن أمدلل أخواته فهو الوحيد من بين أخواته الستة والكل كانوا في خدمته . وكان والده يغدق عليه محبة خاصة لكونه وريثه الذي سوف يحل محله لو حصل أي طارئ.
ذات يوم أصر محسن على أن يذهب مع والده وكان عمره آنذاك أكثر من أربعة سنوات ، وبعد إلحاح ـ وهم لا يرفضون له طلبا ـ وافق الأب أن يأخذه معه ، فكان عليه والحال هذه أن يحمله طول الطريق على كتفه لأن الطفل لا يقوى على المسير كل هذه المسافة .
حمل الوالد طفله محسن على كتفه وسار به وسط الطريق الريفية المتعرجة ، حيث كانت المزارع تنتشر على جانبي الطريق والأنهر الصغيرة تشق هذه المزارع في خطوط متعرجة أيضا تبعا لالتواء الطريق .
وفجأة وقبل قليل من الاقتراب من المدينة لاح غراب واقف على تلة من مزابل المدينة ، ولفت بنعيقه نظر محسن الذي بادر إلى سؤال والده : بابا ما هذا ؟ فأجابه الوالد : أبني هذا غراب ، وكرر محسن السؤال مرة أخرى : بابا ما هذا ؟ فأجابه الوالد : أبني هذا غراب . وهكذا كرر محسن السؤال أكثر من عشرين مرة ، وفي كل مرة يجيبه والده بصبر وحب ، ولم يتأفف ولم يضجر من كثرة الأسئلة .

ومرت السنين وكبر محسن وأصبح رجلا قويا يبرم شواربه دائما ، وأصبح أبوه شيخا فانيا هرما لا يقوى على الحركة ، وكان محسن ، عندما يخرج إلى المزرعة يأخذ معه والده ، فكان أغلب الأوقات يحمله على ظهره أو كتفه ، وخصوصا إذا رأى نورية التي كانت تعرف أوقات مجيء وذهاب محسن ، فكانت تنتظره خلف الباب وعندما تسمع حركته ، تخرج رأسها متذرعة بشتى الحجج ، فكان محسن عندما يراها يحمل والده وبكل قوة ، ليبرهن لنورية بأنه قويا للغاية .
وذات يوم وبينما كان محسن يحمل والده على كتفه متجها به إلى المزرعة ، نعق غراب بالقرب منهم ، فرفع الشيخ رأسه وسأل ولده محسن : ولدي ما هذا الذي ينعق ؟ فقال له محسن : إنه غراب ، وكرر الأب السؤال للمرة الثانية ، فقال له محسن : أنت أعمى ، هذا غراب وكان جواب محسن هذه المرة غليظا . وعندما سأله الأب عن هذا الذي ينعق وللمرة الثالثة فقط انزعج محسن وأصبح عصبيا وقال : يبدو أنته أصبحت خرفان ، وإذا ما تسكت سوف أرمي بك من على كتفي ! وهنا ضحك الوالد عاليا وبدأ يقص على محسن تلك القصة التي مرت بهم منذ سنوات طويلة فقال له : يا ولدي أنا اعرف هذا غراب وأنا لست خرفان أو أعمى ، ولكني أحببت أن أعرف برك بي فقد سألتني في هذا المكان بالذات ، عن هذا الغراب أكثر من عشرين مرة وأنت على كتفي وأنا أجيبك على كل سؤال بدون كلل أو ملل وبدو أن أفكر أن أرمي بك من على كتفي ، وأنت الآن أردت أن ترمي بي من على كتفك بمجرد أن كررت السؤال عليك ثلاث مرات ؟
خجل محسن كثيرا ، وانزل أباه برفق من على كتفه ، وانصرف إلى عمله بدون أن يرفع نظره في وجه والده وقد أرتسمت على وجهه ابتسامة خجل خفيفة أحمرت لها خدوده.
إنما أبناءكم خلقوا لغير زمانكم .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

مختارات دعوية رائعة